جميلة هي الصورة التي تداولها الناس لأمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر وهو يتجول في أحد أسواق الرياض بصحبة بعض أحفاده بعيداً عن الإجراءات البروتوكولية التي عادة ما تكون مصاحبة لمسؤول كبير، حيث كانت الصورة توحي بالعفوية التي عُرفت عن الأمير قبل أن يتولى إمارة منطقة الرياض وحافظ عليها ولم يتخلَّ عنها لدواعي (الهيبة)، التي يعتقد بعضهم أن مثل تلك الممارسات الطبيعية ستؤثر عليها، لذا فلابد من أن تكون الحاشية مرافقة له في حله وترحاله، حفاظاً على هيبة المنصب وسلطته.
حتى وإن اضطر بعض المسؤولين إلى أن يشاركوا الناس في المرافق العامة؛ ستجد منهم من يحاول أن يرسل لمن حوله من البشر بأنه يختلف عنهم، وذلك من خلال بعض الممارسات الشائعة التي من أشهرها حركة (البشت) -المحمول أو الملبوس- لبعض صغار المسؤولين ممن لا يملكون حاشية أو مرافقين، فكثير منا شاهد ذلك المشهد المتكرر –في المطارات على سبيل التحديد- حيث يجلس رجل مرتدياً مشلحه أو يحمله على يده، وفي حالة عدم الانتباه له خصوصاً في المواسم السياحية؛ يقوم بتمتير صالة المطار ذهاباً وإياباً، في حالة استعراضية متواصلة لا تنتهي، وكل ذلك من أجل أن يرسل رسالة لمن حوله بأنه (مسؤول) فكيف لمن حوله أن يعرف أهميته ما لم يروا البشت على يده؟ حتى أن بعضهم إن أراد أن يمارس هواية ركوب الدراجات؛ لا يمكن أن يمارسها وحده كما يمارسها البشر، وإنما لابد أن ترافقه مجموعة ممن حوله حتى يلفت موكب (سياكله) الناس، ويحس بنشوة أنه متميز حتى في ممارسته هوايته.
هيبة المسؤول واحترامه تكمن فقط في الصرامة في تطبيق القانون وتحقيق مصالح الناس، فهي (هيبة الإنجاز) التي تهم رجل الشارع من خلال تأمين الخدمات والعدالة في تطبيق النظام، وهو ما يوجب احترام الناس للمسؤول لا حجم حاشيته وتمددها، وحجم (زري) البشت الذي يرتديه.
صورة الأمير خالد بن بندر أتمنى أن تكون ترسيخاً لسلوك جديد لدى المسؤولين؛ بأن يتخلصوا من تلك الرسميات التي تعزلهم عن الناس وتحجب عنهم سماع أصواتهم، وأن يكونوا جزءاً منهم، لأنهم عُينوا لخدمتهم فلابد أن يكونوا قريبين منهم.