جنون سنة 2013 استمر حتى آخر يوم من أيامها التي كانت مملوءة بالأحداث المتلاحقة، وكان الحدث المثير الذي ختمت به هذه السنة فصولها؛ خبر الدعوى القضائية التي أقامتها الفنانة (شمس) ضد شاب سعودي أساء إليها وقذفها وقام بفبركة صور لها، وبعد مداولات قضائية أصدرت المحكمة الجزائية في الرياض -كما نشرت الصحف- حكمها على الشاب صاحب معرف (محامي الملكة أحلام) بحد القذف وهو الجلد ثمانين جلدة، والحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر بالحق العام، وكل ذلك كان بسبب لحظة باذخة من (الهياط) عرّضت مستقبل شاب في مقتبل عمره للضياع، وسمعته للتشويه، ولن تنفعه صوره مع الملكة أحلام التي كان يتباهى بها في حسابه، ولن تتحمل الملكة (المأزومة) شيئاً من السياط عنه، ولن تقاسمه فترة سجنه، لأنها -ببساطة- ستطوي صفحته وتواصل إحياء الحفلات وتقديم النصائح الدينية للنساء في السعودية، والتحذير من حُرمة قيادتهن السيارة -والعياذ بالله- التي لا تقارن بالاستهانة بالأعراض والولوغ فيها.
الحكم على شخص بالحد لا يتوقف فقط على العقوبة المقررة بالحكم القضائي، وإنما هناك تبعات قانونية له، منها أن المحكوم عليه يُفصل من عمله بقوة القانون، بناء على نظام تأديب الموظفين، بحكم أنه جريمة مخلة بالشرف والأمانة، إضافة إلى تسجيل سابقة جنائية في سجل المحكوم عليه قد تمنعه من التمتع بكثير من الممارسات المدنية أو الالتحاق بالوظائف العامة، وقد لا يجد أمامه إلا أن يلتحق بفرقة الملكة أحلام الموسيقية.
هذه القصة هي نصيحة مجانية للجميع؛ مفادها أنك بالقدر الذي تتمتع فيه بحرية كتابة ما تشاء في فضاء الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على وجه التحديد؛ فإنك في ذات الوقت ستكون مسؤولاً عن تلك الحرية وعن الأشياء التي ستكتبها، لأنه (لا حرية بلا مسؤولية)، وأعراض الناس ليست كلأً مباحاً، حتى وإن صفق لك المطبلون لأنك (ستأكلها) وحدك، وستذهب (سكْرة) الهياط وتبقى فكرة المحاسبة والعقاب.
وأجد لزاماً عليَّ قبل نهاية هذه المقالة أن أشيد بالحكم القضائي وبصاحب الفضيلة ناظر القضية، الذي انحاز للشريعة ومقاصدها، وأرسل رسالة واضحة لكل عابث ومستهتر بأعراض الناس؛ بأن سلطة الشريعة والقانون ستكون له بالمرصاد.