الأخبار تقول إن الحكم الرابع في مباراة النصر والأهلي؛ منع نزول لاعب النصر عبدالرحيم الجيزاوي بسبب (قصّة الشعر) التي لم تكن موافقة لتعليمات الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي حادثة تكررت كثيراً في الملاعب السعودية إلى أن وصل الأمر في إحدى المباريات في الموسم الماضي أن اضطر أحد اللاعبين أن يحلق شعره في الملعب، حتى يتمكن من المشاركة، ويتجاوز المحظور الشرعي، ويلتزم بالخصوصية الرياضية الوطنية. وبما أن الحديث عن الخصوصية فأعتقد أنه من الجيد أن يواصل الاتحاد السعودي مسيرته المباركة نحو ترسيخ مبدأ الخصوصية؛ بأن ينشئ لجاناً شرعية تضاف إلى اللجان المتعددة في الاتحاد السعودي مثل لجنة الاحتراف والحكام، وتكون مهمة تلك اللجان الشرعية؛ التأكد من شرعية أي ممارسة رياضية تتم داخل المستطيل الأخضر، تحت شعار (رياضة بلا منكرات) وتقوم بتأمين (حلاقين) متفرغين في الملاعب وقت المباريات، أو تلزم كل نادٍ بتوظيف حلاق يقوم بتهذيب (قصّات) شعر اللاعبين والتأكد من أنها لا تخالف المبادئ الشرعية التي أقرتها اللجنة الشرعية في الاتحاد السعودي.
ونشاط اللجنة الشرعية (الرياضية) لا يتوقف عند قصّات الشعر وحسب، وإنما يتجاوزه إلى أبعد من ذلك، بما فيه التصدّي لظاهرة (الوشم) المتفشية في الملاعب وخشية افتتان النشء بها، إضافة إلى تقرير المعايير الشرعية فيما يتعلق بمشاركة المرأة في المناسبات الرياضية الدولية مثل الأولمبياد، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالمحرم المصاحب للمرأة الرياضية التي تمثل المملكة في تلك المناسبات، حيث يتم التأكد من وجود المحرم في مكان مناسب من المرأة، حتى لا يكون هناك اختلاط أو خلوة، ولو وصل الأمر لأن يُدرّب المحرم على الجري بجوار المضمار حتى يكون قريباً من المرأة وهي تشارك في سباق التتابع، وبالتالي يضمن عدم وجود أية محاذير شرعية.
ومن يدري فقد يفتح الله على الاتحاد السعودي ويصل من الإبداع أن يقرر ختمَ (مجاز من اللجنة الشرعية) تُمْهرُ به (فنيلات) اللاعبين المشاركين في المباريات، بحيث لا يقبل الحكم دخولهم إلا بعد بصمها بذلك الختم المبارك، وعلى أساسه يمكن أن نساهم في تغيير قانون كرة القدم، ونحس ولو لمرة أننا ساهمنا في تغيير شيء في هذا العالم، والبركة دائماً في عباقرة اتحاد الكرة السعودي.