منذ فترة طويلة و أنا أحاول أن أبحث عن الفرق بين (رابطة علماء المسلمين ) و (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) إلا أنني فشلت في كل محاولة في إيجاد فارق جوهري أو غير جوهري بين تلك الدكاكين غير عنوان اللافتة المعلقة على موقعهما في الإنترنت، وأسماء المنتمين لها، فالفرق بينهما كالفرق الفلسفي بين شركة (بيض الخعفق) و(فرخ الخعنفق) الذي حاول الفنان عبدالحسين عبدالرضا جاهداً إقناع الوزير بذلك الفرق الجوهري والفلسفي العميق للوزير في المسرحية الشهيرة (فرسان المناخ).
ما يجمع تلك الدكاكين أنها تنطلق من فكرة واحدة وهي محاولة خلق مرجعية إسلامية وهمية من خلال بناء كيانات ورقية لتحقيق أجندات سياسية محددة، فهي مرحلة متقدمة من (هلكوني) فهم تجاوزوا الشهادات الوهمية إلى الكيانات الوهمية، والهدف دائما خلق شرعية لدعم الجماعات السياسية التي تتحرك على الأرض، ومقاومة أي حراك مدني يخالف الأجندة الأيديولوجية للمنتمين لتلك الجمعيات، لأنهم وصلوا إلى قناعة أن التحرك الجماعي من خلال مؤسسة سيكون أكثر تأثيراً من التحرك الفردي أو الجماعي غير المؤسسي.
والظريف في الموضوع أن معظم المنتمين لتلك الدكاكين يتصايحون على (الشرعية) وأصابعها الـ 4، ويرفعون راية محاربة (الاستبداد) في الوقت الذي يقلدون أنفسهم مناصب لم يستشيروا فيها أحداً، ولم يطبقوا أيا من المبادئ التي ينادون بها على آلية عمل مؤسساتهم، وقد تحدثوا كثيرا عن الشفافية وهم لم يصارحوا مريديهم عن المعايير العلمية والأكاديمية التي على أساسها وضعوا تلك النياشين على صدورهم، ولا عن الشروط الموضوعية لنيل شرف الانضمام إلى جمعياتهم.
كلتا الجماعتين تزعم أنها تمثل (علماء المسلمين) بينما هي في الحقيقة لم ينتخبها أحد لهذا المنصب، وإنما استيقظ مؤسسوها ذات صباح ووجدوا كرسياً شاغرا فقفزوا عليه، وقرروا أن ينصبوا أنفسهم متحدثين عن شريحة تغطي قارات العالم دون أن يرجعوا لأحد منهم، تأسيسا على قاعدة (ويقضى الأمر حين تغيب تيم … ولا يستأذنون وهم شهودُ) وسوف يستمر تناسل مثل تلك الدكاكين ما دام الأمر لا يتجاوز موقعا إلكترونيا على الإنترنت، وجمع مجموعة من الأسماء من فصيلة (الشور شورك يا يبه ، و الراي رايك يا يبه) والقادرة على (البصم) دون أن تسأل أو تتساءل.