الجميع تابع موجات الشغب التي قام بها بعض من الجالية الإثيوبية في الرياض وجدة، وكثير منا ما زال حائراً في البحث عن الأسباب التي دعت الجالية الإثيوبية لأن تمارس كل ذلك العنف والشغب في أحياء سكنية مأهولة بالبشر، لأنه لا يمكن تفسير كل ما حدث إلا أن الأخ الإثيوبي يريد أن يصبح (مقيماً فوق العادة) وأن يسمح له بخرق قانون العمل والإقامة، وأن يترك يعيث في الأرض (مخالفةً) دون مساءلة، فقط لأنه إثيوبي، وأن أي إجراء يتم معه وفق إجراءات حملة التصحيح هو إجراء عنصري كما يقول بعض المساندين لهم في الداخل والخارج، والذين يريدون توظيف ما حدث سياسياً، أو من تلك الفئة المتضررة من حملة التصحيح التي تورمت جيوبها من وراء تلك العمالة المخالفة.
إعادة تنظيم سوق العمل في السعودية سيواجه إمبراطوريات متجذرة لا يمكن الاستهانة بها، ولن تستسلم بسهولة، لأن حملات التصحيح ستهدد عروشهم التي شيدت على وجود العمالة المخالفة؛ لذا سيتصدون لها بضراوة وتحت لافتات متعددة كما فعلوا مع حملة التأنيث عندما رفعوا لافتات دينية يثيرون بها حفيظة الشارع، والآن نجد ذات الكائنات الحية ترفع لافتة (التمييز العنصري) لمواجهة حملة التصحيح، والتصدي للشغب الإثيوبي الذي يتمرّد على حق الدولة السيادي في تطبيق أحكام القانون وحماية أمن البلد.
وفي المقابل نجد أن السفير الإثيوبي (زعلان) لأن الدولة لم تسمح لأبناء جاليته بأن يمارسوا حريتهم في ممارسة الشغب السلمي والإرهاب الناعم بالسواطير والسكاكين، والسفارة ترى أن هناك تهويلاً وتضخيماً للأحداث؛ لأن كل ما حدث لا يعدو أن يكون مجرد موجة حزن إثيوبية عابرة؛ لأنهم سيفارقون أرض الحرمين الشريفين، فهم يعبرون عن الحزن والأسى بشيء من الغضب، وأن الصور المتداولة مجرد خداع فوتوشوب؛ فلا سواطير ولا سكاكين ولا عصي ولا تدريبات عسكرية كانوا يقومون بها أمام الناس، وأن موجات النهب المنظم ما هي إلا محاولة من أولئك البؤساء أن يأخذوا تذكاراً من هذه الأرض الطيبة قبل أن يستقلوا طائراتهم وبواخرهم عائدين إلى بلادهم، المشكلة ببساطة أننا فهمناهم خطأ، هذا ما يريد السفير العبقري أن يقوله لنا.