نشر أحد المعرفات في تويتر محادثة مزعومة تمت عبر الواتساب مع (جني) كان متلبسا بسيدة ودارت محادثة هادئة بين الشيخ (الراقي) مع الجني عن الأسباب التي دعت ذلك الجني أن يتلبس بتلك الفتاة، وأظهر الجني قدرة جيدة في التعبير عن نفسه وعن مشاعره الرومانسية.
وبما أننا في وقت يصعب فيه التمييز بين المعرفات الساخرة والجادة بسبب عجائبية طرح بعض الوعاظ، فإنه يصعب الجزم بجدية صاحب المعرف، إلا أنه بغض النظر عن ذلك؛ فإن فكرة الوصول إلى آلية للتحدث مع العالم الآخر، سيحل كثيرا من الإشكاليات وسيطبّع العلاقات المتوترة بين الإنس والجن، حيث مازال الجني مشجبا تعلق عليه جرائم الفساد وفقاً لقاعدة (خل بينك و بين الملاحقة القضائية؛ جنيّا) فأي شبهة فساد نضعها بشكل تلقائي على إخواننا الجن دون أن يكون هناك وسيلة لأن نسمع منهم، أو حتى نعطيهم الفرصة لأن يدافعوا عن أنفسهم وفق المعايير الدولية للمحاكمة العادلة.
التوصل لطريقة آمنة للتخاطب مع الجن سيساهم بشكل مباشر في سبل مكافحة الفساد وملاحقة لصوص المال العام الذين يتترسون بهم، ومن يدري فقد يأتي اليوم الذي يستطيع القاضي أن يضبط شهادة الجني في مداولات محاكمة لصوص المال العام، ومن يتكسب بالوظيفة العامة.
والجميل أن تلك الوسائل المبتكرة في التواصل مع العالم الآخر ستكون نافذة لهيئة مكافحة الفساد في ممارسة هوايتها المفضلة في تقديم المواعظ؛ فبعد أن انتهت من وعظ الإنس عن أضرار الفساد؛ ستدشن مشروعاً طموحاً لوعظ الجن، وتوضع ميزانية لا تقل طموحا عن المشروع لتأمين الكوادر المدربة على يد الجهة الأكثر خبرة في العالم في التواصل مع تلك النوعية من الكائنات، وهي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتزويد الجن بالمطبوعات التي ترسل لهم عبر مجموعات الواتساب الخاصة بإخوتنا الجن الذين يشاركوننا سكنى هذا الكوكب.
لكن المقلق أن ينضمَّ محتسبة الجن مع زملائهم محتسبة الإنس تحت لواء (حسبة الثقلين) لأن الضحية لهذا التكتل الحسبوي؛ سيكون وزير العمل الذي سيحتاج إلى جيش من الرقاة لطرد الجني المحتسب على توظيف المرأة، وسيكون عادل فقيه في مواجهة مع الغلاة من الثقلين.