لا أخفيكم سراً بأني سعدت أيما سعادة عندما قرأت تصريح معالي الشيخ عبدالمحسن العبيكان لجريدة الجزيرة يوم الثلاثاء ١٣/١١/١٤٣٢ الذي طالب فيه بإيجاد أقسام خاصة للرقية الشرعية في المستشفيات لأن التصريح فيه لمحة ابداع و يحرك في الوقت ذاته فكرة طالما راودتني كثيراً وهي إنشاء ( المستشفى التخصصي للرقية الشرعية –نَفْثة- تضاف إلى صروحنا الطبية الشامخة و تكون فرصة لأن ينثر أخوتنا الرقاة ابداعاتهم بشكل مؤسسي ؛ حيث أن فئة الرقاة لازالت فئة مهمشة و لم تكتشف ابداعاتهم ؛ فتجدهم مشحططين بين الاستراحات و خزانات المياة التي يلجأ البعض منهم لرقية مياهها لسد الطلب المتزايد على منتجاتهم الطبية في ظل تجاهل متعمد من قبل المؤسسات الطبية الوطنية و العالمية لهم ، مع ما يجدونه من اهتمام متزايد بهم من قبل الناس الذين زهدوا بالعلم الحديث و أقبلوا على نفثاتهم المباركة يتقبلونها بكل رحابة صدر وهنا يكمن عظم اقتراح الشيخ عبدالمحسن – حفظه الله و سدده – بأن تنشأ لهم أقسام في المستشفيات تجمع شعثهم و تلتقطهم من استراحاتهم لتعيد الأمور إلى نصابها ( الشرعي ) فنجد أخوتنا الرقاة يتمخترون بـ(الروب الأبيض) في المستشفيات إلى جانب أطباء المخ و الأعصاب و استشاريي أمراض القلب كزملاء مهنة ؛ فرقهم التحصيل العلمي و جمعهم الروب الأبيض .
و بما أن الشيخ حفظه الله طرح الفكرة بشكل (خام ) فهي بحاجة إلى مزيد من العصف الذهني لتخرج بأحسن قالب يمكن تطبيقه ، لذا سنفكر مع الشيخ بصوت مسموع لصقل الفكرة انضاجا لها و بناءً عليها و لاسيما و أنها فكرة محورية في مسارنا الإصلاحي .
لابد ابتداءً من إنشاء هيئة لتخصصات الرقية الشرعية أسوة بهيئة التخصصات الطبية تكون وظيفتها منح ( البورد ) للراقي بعد إجراء الاختبارات اللازمة على الراقي من بينها قوته في ( النفث) و قدرته في إفراز اللعاب المكون الرئيس لمادة الرقية الطبية ، و لامانع من أن .تصدر الهيئة شهادة ( الزمالة السعودية في الرقية الشرعية) و يتم الاعتراف بها في المؤسسات الطبية العالمية .
ولا يتم منح الزمالة السعودية السعودية في الرقية الشرعية إلا بعد أن يجيد الراقي الرقية بالطرق الثلاث وهي :
١-النفث الارتوازي : بحيث يُغدق الراقي جسم المريض باللعاب ابتداءً من رأسه إلى أخمص قدميه و يكون ذلك في الحالات المستعصية .
٢- النفث الصنبوري : و هو أن يحدد الراقي النفث على عضو معين ؛ يهريه بالنفث ، وهو مأخوذ من الصنبور حيث ينبثق الماء منه بشكل مركز و محدد .
٣- النفث الرذاذي : وهو يكون غالباً للتحصين في فترة النقاهة بحيث يكون النفث عن طريق بث الرذاذ على جسد المريض بشكل غير مركز .
و بما أننا نعشق ( أفعل ) التفضيل ؛ فأنه من المناسب إنشاء (أكبر ) و ( أول ) مستشفى تخصصي للرقية الشرعية في العالم بحيث نسجل قدم السبق قبل أن يسبقنا أخواننا في حركة الشباب الصومالية أو أخواننا في طالبان خصوصا و أن ( الوقت لا ينتظر ) فنحن نعيش عالم متسارع في التقنيات الحديثة لا مكان فيها للسلاحف .
ولامانع من الاستفادة من التصنيفات الطبية للأطباء ؛ فكما أن هناك اختصاصي أذن و أنف و حنجرة ؛ هناك اختصاصي رقية أذن و أنف و حنجرة مهمته فقط في رقية تلك الأعضاء الثلاث دون غيرها وهلما جرا ؛ استشاري رقية مسالك بولية – استشاري رقية مخ و أعصاب و (ماحدش أحسن من حد ) كما يقول أخواننا المصريين .
الجميل في فكرة المستشفى التخصصي للرقية الشرعية أنك لست بحاجة إلى تكاليف أجهزة طبية و معدات تقنية مثل جهاز الرنين المغناطيسي و أجهزة الأشعة بأنواعها ، و لست بحاجة إلى معامل تحاليل الدم و غيرها ، فالأمر متوقف فقط على قدرة الراقي على استدرار اللعاب ويمكن تطوير بعض الأجهزة لتحفيز سيلان اللعاب بـ ( طريقة شرعية ) لا تخدش من قدسية الرقية ولا الراقي ، فلا يوجد – مثلا حتى الساعة – جهاز تصوير مغناطيسي يقيس نسبة السحر في الدم ، و لا أخر يكشف عن جنس الجني المتلبس بالمريض و جنسيته و سبب تلبسه بالمريض ، و بالتالي يساعد على شفطه إلى الخارج مع أني شخصياً على قناعة أنني سأعيش لأرى جهازاً مماثلاً يطوره الأخوة الرقاة يمكن من خلاله التواصل مع الجن المتلبسين و معرفة اصابة المريض هل هي عين أم سحر بناءً على تحاليل علمية يقوم بها جهاز ( مساعد الرقاة )
و كما أن المستشفى لا يحتاج إلى تكاليف مالية لتأمين الأجهزة الطبيبة فهو ايضا لا يحتاج إلى كوادر تمريضية فكل ما يحتاجه الراقي هو شخص يقوم بـ ( تثبيت أكتاف ) المريض عند الرقية حتى لا يصرع ، و مهمة (مثبت الأكتاف) لا تحتاج إلى شهادات علمية ولا إلى خبرة عملية فقط يحتاج إلى ( بسطة في الجسم ) وبطبيعة الحال لابد أن يكون لدى مثبت الاكتاف خبرة بسيطة في بعض حركات المصارعة مثل ضربة مرفق ، سبليكس خلفي ، و ما شابهها ؛ لأنه ممكن أن يدخل صراع مع جني من فئة المردة فلابد أن يكون على أهبة الأستعداد لأي طاريء .
و عند الحديث عن مستشفى فأن ذلك يعني الحديث عن خدمات مساندة و يأتي على رأسها الصيدليات التي تبيع المنتجات الطبية لمستشفى الرقاة التخصصي ، فلا يُتصور عقلاً أن يوجد مستشفى دون صيدلية ؛ فالراقي يكتب الروشتة و يقوم المريض بصرفها من الصيدلية (قسم الرقية الشرعية ) فتجد على أرفف تلك الصيدليات ؛ رقية الشيخ (ص.ل) لألتهاب المثانى ١٠ مم ، نفثة (القوارير) لإلتهابات اسفل الرحم ، رقية ( سالك ) للمسالك البولية ٣٢ مم ، ثفثة (هدبة الثوب) لعلاج العجز الجنسي ، و يمكن لبعض تلك الوصفات أن تؤخذ بالعضل .
و اضافة إلى الصيدليات فهناك غرف العمليات للحالات الطارئة مثل أن يأتي مريض لديه مرض مستعص فيجتمع عليه ثلاثة من الرقاة يقومون بالنفث عليه بشكل جماعي حتى تستقر حالته و من ثم يحال إلى الجناح بعد تقييم ( راقي) الطوايء لحالته و يستلزم من التنسيق مع الهلال الأحمر لتأمين سيارات اسعاف مجهزة بأدوات الرقية للتعامل مع مثل تلك الحالات مع وجود ما لا يقل عن واحد من ( مثبتي الاكتاف ) بصحبة تلك السيارات للتعامل مع أي تطورات في حالة المريض ريثما يتم نقله إلى غرفة العمليات الدقيقة .
و ما سبق لا يعني القطيعة مع الطب الحديث بل يمكن المزاوجة بينه و بين علم الرقية الشرعية فيمكن على سبيل المثال لا الحصر أن يتم رقية محلول المُغذي قبل إعطاءه للمريض ، بل يمكن ابتعاث (عُصبة ) من الرقاة للشركات المنتجة للأمصال من أجل النفث عليها قبل توريدها إلى المستشفيات السعودية ، و رقية المضادات الحيوية و المعدات الطبيبة لقتل البكتيريا إمعاناً في التعقيم قبل إجراء العمليات الجراحية .
عندما أجرى ابني خالد عملية جراحية في إمريكا لزرع صمام في قلبه نصحني الجراح – وهو جراح كبير و مشهور بإجراء العمليات الجراحية في القلب للاطفال – بمتابعة حالته لدى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لذا فإني ارشح التخصصي بحكم سمعته العالمية لإنشاء قسم الرقية الشرعية الذي اقترحه الشيخ عبدالمحسن العبيكان لزوم تجذير الخصوصية بحيث يأتي العالم بـ الآيباد و الأيفون و نأتي نحن بـ(السعابيل) .
رابط تصريح الشيخ عبدالمحسن العبيكان – حفظه الله – لجريدة الجزيرة