إضافة إلى الإيجاز الصحافي الذي يقدمه العميد أحمد عسيري مساء كل يوم للرأي العام، والذي يفصل فيه أحداث العمليات العسكرية، والتي تؤكد بالشواهد مدى تقدم قوات تحالف عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها في اليمن؛ فإن أكبر مؤشر على نجاح العملية هو تخبط وهذيان حسن نصرالله زعيم ممانعة الوهم وخطاباته المسترسلة، التي تقيأ فيها كل ضغائن الحقد والخيانة لأمته؛ لمن نصَّبوه ناطقاً ومنظراً فاشلاً لمخططهم الاستعماري في المنطقة، ورضي لنفسه أن يكون أرجوزاً في يد العدو في معركة العرب مع العدوان الفارسي، الذي اجتاح المنطقة العربية وقطَّع أوصالها وفرَّق لُحمتها.
هذا الهيجان من وكيل مرشد الجمهورية الإيرانية، يؤكد أن عاصفة الحزم نجحت في أن تعصف بمشروعهم، وأن قذائفها هزت عمائمهم في طهران والضاحية، ويؤكد في الوقت نفسه أن قرار التدخل في اليمن كان قراراً تاريخياً مصيرياً؛ لإنقاذ اليمن واستقلال القرار العربي، الذي يريد حسن نصرالله أن يختطفه لمصلحة الملالي في طهران، كما اختطف الدولة اللبنانية وارتهن قرارها ببندقية الأجنبي، وأدخلها في دوامة من العنف وخرج بيد ملطخة بدماء من يروِّج بخطاباته بأنهم شركاؤه في العملية السياسية، فأدار معاركه الصغيرة بالغدر والخيانة، لذا جاء موقفه المتشنج من معركة العرب لإماطة الأذى الفارسي من اليمن؛ متسقاً مع مواقف العار في تاريخ هذا العميل الإيراني، الذي خرج متوعداً مزمجراً في حال من النرجسية والتضخم صنعته الآلة الإعلامية الموجهة.
نصرالله يعلم بأن عاصفة الحزم صححت موازين القوى في المنطقة، وأنها دشنت لمرحلة جديدة يكون أهل المنطقة أولى بقرارها، وأن إيران لن تصبح «مطلقة اليدين» تجول في العواصم العربية من خلال عملائها ووكلائها في المنطقة، وعلى رأسهم نصرالله الذي أخرجه من طوره أن رأى مشروع أسياده يتهشم في اليمن، ومن ثم خرج من جحره ليزمّر بكل ذلك القيح؛ لأن مستقبله مرتهن بذلك المشروع الفارسي التوسعي، ولا يمكن له ولا لحزبه الإرهابي أن يعيش إلا وسط أجواء العنف والطائفية والدسائس، لذا فإن كل ذلك الغضب من سيد الضاحية ما هو إلا دفاع عن حلمه في أن يكون (الزعيم المعمم) في المنطقة، ذلك الحلم الذي لهث طوال حياته خلف سرابه وها هو يراه يتهاوى أمامه مع كل قذيفة تطلقها طائرات التحالف على أوكار بني جلدته في اليمن.
المؤلم أن من بني جلدتنا من كان يسوِّقه بطلاً من أبطال المقاومة؛ لمجرد شعارات جوفاء كان يطلقها، ولا تختلف كثيراً عن الشعارات والوعد والوعيد التي أتحف الإعلام بها في مواجهة عاصفة الحسم، فهو حسن نصرالله الذي لم يتغير ولن يتبدل، إلا أننا دائماً بارعون في صناعة أصنام من ورق.