لم أتخيل يوما من الأيام أن نصل إلى هذا اليوم الكئيب حيث يصبح الدفاع عن الوطن وقضاياه مسبة يُعيّر بها الوطنيون في هذا البلد حيث ابتكر أتباع جماعة الإخوان المسلمين في السعودية والمتعاطفون معها والموالون لها لقبا جديدا يطلقونه على الأقلام الوطنية التي تذود عن بلدها وتدافع عنه فوصفوهم بـ (الوطنجية) في محاولة يائسة لإسقاطهم اجتماعيا وتذويب الانتماء الوطني لصالح الانتماء الأممي الذي ترتكز عليه جماعتهم فأصبح الدفاع عن الوطن مسبة بينما الدفاع عن الجماعة نضالا ومفخرة هذا هو الميزان الحزبي الأعور الذي استبدل الوطن بجماعة دينية مسيسة هدفها إسقاط الأنظمة السياسية وتنصيب مرشدهم على عروشها في خلافة لا تغيب عنها الشمس.
التطرف في كل شيء هو سلوك منبوذ إلا بالانتماء إلى الوطن والدفاع عنه بالنفس والمال والقلم هذا ما يفعله الشرفاء في كل دول العالم وهذه هي الفطرة الإنسانية السوية التي لم تشوهها الأفكار الحزبية الدينية التي رسخت من خلال أطروحات مفكريها ومنظريها بأن الوطن (وثن) وأن الانتماء يجب أن يكون للأمة وليس للوطن حتى أصبح البعض يخجل من الإشادة بأية نجاحات أو إنجازات تحققها المؤسسات الحكومية لأن أولئك القوم وضعوا معايير محددة لتقليد أي شخص وسام النضال أحدها أن يكون معارضا على طوال الخط ساخطا في كل الأحوال لا يرى لبلده أي حسنة وأن يكون صوته ناقدا فقط لا مشيدا بإنجازات أو متذكرا لإيجابيات وأن أي مديح للوطن ومؤسساته ستجرح النرجسية النضالية كما رسخها الناشطون الإسلامويين في ضمير المجتمع طوال عقود من الزمن لذا تجدهم يصفون كل من تمرد على معاييرهم بـ المطبل أو الوطنجي في الوقت الذي يطبلون لأنظمة سياسية خارجية يوالونها حزبيا ويتغنون بها ويقاتلون بالنيابة عن أهلها وقادتها ومع هذا يستكثرون على أهل هذا البلد الشرفاء أن يقوموا بالأمر ذاته لوطنهم وقادتهم ورموزهم.
لا تخجلوا من الدفاع عن وطنكم حتى وإن عيّروكم بالوطنجية فهذا شرف لا يناله من رضع الخيانة من ثدي جماعة المقطم المحظورة.
25/07/2016