نبرة جديدة بدأت تتعالى في الآونة الأخيرة ويروج لها القَعدة من الإسلامويين؛ بأن سبب ظهور داعش هو ما يسمونهم بالليبراليين، وهو مصطلح عادة ما يطلقونه على مجموعة من أبناء وبنات الوطن الذين نذروا أنفسهم للتصدي للتطرف الذي هو المحطة الأولى للإرهاب، أولئك القَعَدة يزعمون بأن ما يسمونهم بالليبراليين يستفزون (الشباب) بخطابهم (المتطرف) وبما أن أولئك الشباب الغيور على دينه -على حسب وصفهم- مرهف الحس فإن ذلك الخطاب الليبرالي يدفع بالشاب الغيور لأن يعتنق الفكر الداعشي ويدفعه لأن يصبح عضوا في داعش ينفذ عمليات إرهابية لحسابها، وذلك يعني أن توأم الموت الذي غدر بوالديه كان سبب جريمته النكراء أنه سمع أو قرأ لكاتب وطني رأيا في عمل المرأة أو في الاختلاط أو أنه تصدى أو انتقد خطاب التكفير أو الخطاب الطائفي فاستفز ذلك الكاتب الشرير ذلك الشاب مرهف الحس والغيور على دينه فصب جام غضبه على الكاتب من خلال سكين غرسها في خاصرة والديه والأمر نفسه في كل العمليات الإرهابية المشابهة ابتداء بجريمة (تكفى يا سعد) وانتهاء بالشاب الذي غدر بخاله، هكذا تتفتق ذهن جماعات الإسلام السياسي في تحليل ساذج للعمليات الإرهابية في حالة من الابتزاز الرخيص للدولة من خلال رسالة واضحة يريدون أن يوصلوها للدولة بأن ؛ أوقفوا أولئك الكتاب والمثقفين الذين ينتقدوننا وينتقدون رموزنا وسيتوقف الإرهاب تماما كما قال أخ لهم في مصر عندما قال من على منصة رابعة العدوية (هذا الذي يحدث في سيناء يتوقف في الثانية التي يعود فيها الرئيس (المخلوع) إلى الحكم) وهذا كله يؤكد أن الاسلامويين القَعَدة يمثلون الجناح السياسي للجماعات الإرهابية ويتحدثون باسمها ويسعون لتحقيق ذات أهدافها وإلا ما معنى أن لا تجد كلمة (داعش) تتردد في تغريداتهم حتى أن كثيرا من كبار منظريهم في السعودية لا تجد له إدانة واحدة بالاسم لداعش وجرائمها بينما يعج حسابه بالويل والثبور على من يسميهم بالليبراليين لحد تكفيرهم وهم الذين لم يحملوا سلاحا ولم يفخخوا أجسادهم ولم يحرضوا المراهقين للهجرة نحو الرقة ولم يبرروا الإرهاب أو يشرعنوه، بينما يصف الدواعش بـ(إخواننا الذين بغوا علينا)، كما أنك تجد آلاف التغريدات عن التغريب المزعوم والاختلاط وما يصفونها بالمنكرات التي تخالف الشريعة التي في جماجمهم والتي ليست بالضرورة تعبر عن شريعة الله التي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بها، هل رأيت (هاشتاقا) عملوه لإدانة داعش وجرائمها في الوقت الذي ملأوا تويتر من الهشتاقات التي يستهدفون بها مشاريع تنموية أو أشخاصا سلاحهم أقلامهم فلا يعرفون رصاصا ولا تفخيخا وإنما يعبرون عن آرائهم في مستقبل وطنهم في خطاب لا يخالف القانون.
الجناح السياسي لداعش
أولئك القَعَدة المتأسلمون يثبتون في كل مرة أنهم رحماء مع الدواعش، أشدّاء مع إخوانهم الذين يشاركونهم الانتماء لهذا الوطن.
04/07/2016