كانت معظم الأسئلة الموجهة للوفد الإعلامي المرافق لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في زيارته لأمريكا عن تفاصيل رؤية ٢٠٣٠ وعن برنامج التحول الوطني، لأن تلك المشاريع فاجأتهم بطموحها وجرأة أفكارها التي لم يتعودوا عليها أن تأتي من دولة محافظة كالمملكة العربية السعودية، لذا كانت هناك تساؤلات كبيرة وتفصيلية عن كيفية تحقيق السعوديين لحلمهم المتمثل في رؤية ٢٠٣٠ سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو القانوني، وكان هناك الوزراء المعنيون الذين لم يلقوا بالا للتنظير وإنما اتجهوا مباشرة للتنفيذ العملي، فتم إبرام اتفاقيات مع شركات عملاقة لدخول السوق السعودي الواعد، وواصلوا التفاهم والتفاوض مع شركات أخرى للوصول إلى اتفاقية تتناغم وروح الرؤية السعودية المستقبلية.
الصحفيون الأمريكيون تركزت أسئلتهم عن آلية تنفيذ الرؤية وخصوصا في النواحي الاجتماعية، وكأنهم غير مقتنعين بأن هذا الحلم يمكن أن يجسد على الأرض، لأنهم أخذوا صورة نمطية بأن هذه البقعة من العالم قدرها أن تبقى غارقة في مفاهيم تقليدية تمانع التطور والتحديث، فالصورة في أذهانهم عن المملكة أنها دولة بطيئة التغيير تتحرك بتؤدة ولا تحبذ المشاريع الجريئة سواء في سياستها الداخلية أو في علاقاتها الخارجية، إلا أن تلك الصورة النمطية هزتها مشاريع الرؤية القادمة من الرياض، وجعلتهم يقتنعون بأن هناك دولة فتية تنفض الغبار عن نفسها وتنسج حلمها بقيادة شاب طموح وهو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
الرؤية هي حلمنا كسعوديين من أجل مستقبل أطفالنا الذين يستحقون حياة طبيعية كبقية البشر على هذه الأرض ولن يعيقنا في تنفيذ تفاصيل تلك الرؤية إن لم يقتنع بها الغرب، فدورنا أن نشرح لهم بكل شفافية ما الذي نطمح أن نحققه، وفي النهاية فالرهان الأول والأخير على المواطن الشريك الأساسي في تحقيق ذلك الحلم ودوره يكمن في المراقبة والنقد والتوجيه، والمهم أن لا نجعل التشاؤم يلتهم حلمنا الوطني في التغيير وأن لا نصغي لدعاة (الحلطمة) الذين يريدون أن يسرقوا منا أحلامنا.
20/06/2016