نشرت صحيفة «عكاظ» يوم أمس بأن توجيهات عليا قد صدرت بإقامة دورات تأهيلية للقضاة تهدف إلى تعريف القضاة بقواعد حقوق الإنسان التي أصبحت في الوقت الراهن لها حضور في الإعلام وقد يؤثر غيابها على الأنظمة القضائية في الدول، وهذا التوجه يؤكد أن القاضي هو المحور الأساسي في أي عملية تطوير لمرفق القضاء، فهو حجر الزاوية الذي يترجم الأنظمة الصادرة من الدولة ويستلهم رؤية الدولة المستقبلية من خلال الأحكام القضائية التي يصدرها بحيث لا تتصادم أحكامه والقواعد الأساسية للرؤية المستقبلية للدولة، وهذا يستوجب أن يكون القاضي مستقلا ليس على الجهاز الإداري والسياسي فحسب وإنما الأهم من ذلك أن يكون مستقلا عن التحزبات الأيديولوجية والصراعات الفكرية الدائرة في المجتمع، وهذا هو المعنى المهم والأساسي لمفهوم استقلال القضاء، فيجب ألا يكون قاضي المنصة مناصرا لأي طرف وألا تتأثر أحكامه بآراء فكرية وسياسية، لأن ذلك سيفقده أهم مميزات القاضي وهي الحيدة وعدم التحيز لأي من أطراف الدعوى.
استقلال القضاء
قد تصدر المؤسسة التشريعية في الدولة أنظمة غاية في الاحتراف وأحكاما قانونية متقدمة إلا أنها ستبقى على الورق كلوحة فنية تعلق على الجدران تبهر الناظرين إليها وتشد أبصارهم بألوانها الزاهية، إلا أن تلك الأنظمة لن تلامس حاجاتنا الأساسية ما لم توجد مجموعة من القضاة المؤهلين بشكل احترافي يستلهمون رؤية القيادة للسعودية (المستقبل)، إذ يكون الجهاز القضائي مستقلا حاديه قواعد العدالة العمياء التي لا تحابي أحداً مهما علا شأنه وارتفع مقداره.
وتلك القيم القضائية بالغة الأهمية يناط بتطبيقها وحراستها الجهات الرقابية القضائية المتمثلة في التفتيش القضائي في المجلس الأعلى للقضاء، والمراقبة الصارمة عليها، ومحاسبة كل من يختلقها أو يتجاوزها، لأن العدالة وسلامة إجراءاتها وجودة خدماتها أهم من أي شخص مهما كان، لأنها الأسس التي ينبني عليها النظام القضائي في أي دولة، الذي هو المعيار الذي تُقيم من خلاله الدول من حيث قربها من النماذج المتحضرة أو انحدارها نحو الدول المتخلفة، و«رؤية المملكة 2030» رسمت ملامحنا نحو المستقبل على كافة الأصعدة بما فيها الجوانب القضائية التي لا تقبل أي نوع من العبث.
12/05/2016