المحامي عبدالرحمن اللاحم
  • المدونة

  • عن الكاتب

  • المدونة

  • عن الكاتب

مشراق | 0 comments

الشورى يسقط الوحدة الوطنية

أخيراً سقطت فكرة ملاءمة إصدار قانون الوحدة الوطنية الذي اقترحه عدد من أعضاء مجلس الشورى، وكانت الأغلبية ضد إصدار مثل هذا النوع من التشريع، والمرعب أن التصويت في الشورى كان على ملاءمة الفكرة وليس على تفاصيل المشروع، وهذا يعني أن أغلبية أعضاء مجلس الشورى لهذه اللحظة لا يعتقدون بخطورة الطائفية المتفشية في البلد وأن الأمر لا يحتاج إلى التدخل التشريعي لإلجام الأصوات الطائفية، بل إن أحدهم صرح بأنه لا يدرك علة التجريم في المشروع الذي يجرّم السلوك الطائفي، وهذا يعني أن هذا العضو لا مشكلة لديه على الإطلاق مع (التمييز)، والتي تعد جريمة في كل أصقاع المعمورة.

 تبرير بعض المعارضين للقانون كان بحجة أن فيه تعدياً على النظام الأساسي للحكم، لأن النظام وضع قاعدة تتعلق بهذا الموضوع، وبالتالي لا يجوز مناقشته، وهذا الكلام يفترض أنه صادر من قانوني يدرك طبيعة النظام الأساسي للحكم كوثيقة دستورية؛ فالنظام الأساسي هو نظام دستوري يضع اللبنات الأساسية للدولة، وهي الوظيفة الرئيسية للوثائق الدستورية في كل دول العالم؛ فهو لا يُعنى بالتفاصيل ولا ينتظر منه وضع نص جنائي، فلا يمكن تصور دستور فيه نص جنائي يحدد عقوبة معينة على سلوك معين، لأنه ببساطة ليست مهمته ولا وظيفته، وإنما هي مهمة ووظيفة الأنظمة العادية الأقل درجة التي تصدرها المؤسسة التشريعية في الدولة، والذي يعد مجلس الشورى شريكاً فيها وأحد أعضائه، هذا القانوني الذي لم يدرك أبسط المسلّمات القانونية ولم يعِ بعد دوره تحت قبة الشورى والهدف من تعيينه فيه.

 عندما يؤكد النظام الأساسي للحكم الصادر من الملك الذي هو مرجع السلطات في المادة (١٢) على أن «تعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام»، فهو يرسخ مبدأ دستورياً يجب على مؤسسات الدولة أن تترجمه إلى واقع من خلال التشريعات والممارسات الحكومية، فالنص الدستوري السابق لم يحدد (كيف) تعزز الوحدة الوطنية، ولا (كيف) تمنع وسائل الفرقة والفتنة والانقسام لأنها ليست مهمته، فهو لا يعنى بالتفاصيل وإنما يعنى بوضع القواعد والأسس الدستورية التي يفترض أن تبنى وتؤسس عليها التشريعات التي تصدرها المؤسسة التشريعية في البلد.

 الحقيقة الصادمة التي نحاول الالتفاف عليها والهروب منها هي أننا أمام مشكلة متجذرة لا تتوقف فقط عند الغلاة ومناصريهم، بل هي ضاربة في جذور الأرض، وإن كل الأصوات التي تخرج منادية بالتعايش ونبذ الطائفية وتجريمها لا تمثل الأغلبية الصامتة التي تشربت طوال عقود من الزمن هذا السم الزعاف، ولم نفق على حجم الكارثة إلا بعد أن انتشر الداء وعم البلاء، لذا لا بد أن تكون الحلول خارج الصندوق، وأن تكون المعالجة غير تقليدية لأننا نواجه أزمة غير تقليدية قد تعصف بنا جميعاً.

  الجمعة، ١٩ يونيو/ حزيران ٢٠١٥

allahemnet

Leave a reply Cancel reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

أحدث المقالات

  • لائحة إعتراضية علي حكم جزائى مخالف للولاية القضائية
  • ‫ ⁧‫لقاء ولي العهد محمد بن سلمان مع بلومبيرغ‬⁩‬
  • لائحة اعتراضية على حكم بإدانة سيدة في قضية عقوق و بسبب رأيها في الولاية على المرأة
  • الربيع العربي في السعودية أخيراً ( مقابلة توماس فريدمان مع ولي العهد )
  • غروزني: فريق في الجنة وفريق في السعير

أحدث التعليقات

  1. ابوسلطان on عطوه (بنتلي)
  2. محمد on عطوه (بنتلي)
  3. نايف الفايدي on عطوه (بنتلي)
  4. نايف الفايدي on عطوه (بنتلي)
  5. بوعبدالرحمن on عطوه (بنتلي)

الأرشيف

  • November 2020
  • October 2018
  • May 2018
  • November 2017
  • September 2016
  • March 2016
  • February 2016
  • January 2016
  • December 2015
  • November 2015
  • August 2015
  • May 2015
  • April 2015
  • March 2015
  • February 2015
  • February 2014
  • December 2013
  • March 2013
  • February 2013
  • January 2013
  • December 2012
  • November 2012
  • October 2012
  • September 2012
  • August 2012
  • July 2012
  • January 2012

تصنيفات

  • المقالات الصحفية
  • غير مصنف
  • مشراق
  • Twitter
  • Snapchat
  • RSS

 المحامي عبدالرحمن اللاحم -2021 @تصميم FASEVENTY